مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/22/2021 03:22:00 م

هل أصبحنا نعرف كيف تعمل ادمغتنا؟
الجزء الثالث

هل أصبحنا نعرف كيف تعمل ادمغتنا؟ - الجزء الثالث                                                               تصميم الصورة : رزان الحموي
هل أصبحنا نعرف كيف تعمل ادمغتنا؟ - الجزء الثالث
تصميم الصورة : رزان الحموي

تكلمنا في المقال السابق عن  الآلة والحدس وسنتابع في هذا المقال ..

هل يجب الوثوق بالحدس؟

نحن نعيش في عالمٍ يجبرنا على تجاهل حدسنا، فنخن نصغي للقواعد والمعلومات التي ترسّخت فينا منذ طفولتنا، ولكن العبقرية تكمن في قدرة الانسان على الاستماع لنفسه وتقييم حدسه، ولفعل ذلك، يتوجب على الانسان امتلاك المعارف والمهارات التي يكتسبها من خلال تجاربه، فحتى |الحدس| لا يأتي من فراغ، بل هو قدرةٌ دماغيةٌ فائقة، يكتسبها ويعزّزها بتنمية المعارف والخبرات.

لماذا يتصف العباقرة بالانعزالية غالباً؟

من المعروف عن معظم العلماء والعباقرة، انعزالهم عن الناس، وانشغالهم بأبحاثهم وعلومهم، فهل الانشغال فقط هو ما يدفعهم إلى العزلة؟ أم أنهم يجدون في عزلتهم ما لا يجدونه في مجتمعهم؟
العزلة تسمح للشخص بالتخلص من الضوضاء ومختلف أشكال الضجيج التي تعيق عمل الدماغ، وبالتالي تسمح العزلة بالإنصات أكثر إلى ما يقوله الدماغ من أجل استخراج مكنوناته، فكما يقول فرويد "صوت العقل هادئ"، فلا يمكن سماعه في ظل كل الضوضاء والفوضى التي تحيط بنا.

هل يساعد التأمل في تعزيز العبقرية؟

إحصائياً، لا نجد عالماً عبقرياً واحداً بين الرهبان الذين يمضون معظم أوقاتهم في |التأمل|، فذلك ليس هدفهم أصلاً، فهدفهم غالباً هو فهم ذواتهم والتخلص من شرورهم، لكي يحصلوا على راحتهم الخاصة، فالشرط الأساسي للعبقرية هو امتلاك المعرفة أولاً، ثم يمكن تصفية الذهن وتهدئة |الأعصاب| بالتأمل، حتى تعمل أدمغتنا بشكلٍ أفضل للوصول إلى النتائج التي تبحث عنها، فالتأمل مفيدٌ في ذلك، إذا توافرت المعرفة الكافية.

هل يرى الدماغ العالم على حقيقته؟

إذا وقعت حادثةٌ ما أمام مجموعةٍ من الشهود، فإن كل شاهدٍ سيروي تفاصيل الحادثة بشكلٍ مختلف، رغم أنهم يتفقون على حقيقة ما حدث، ولكنهم يختلفون في سرد التفاصيل، وهذا يقودنا إلى استنتاج أن أدمغتنا ترى ما يحدث حولنا بطرقٍ مختلفة، فكأنها تسجل العناوين الرئيسية والفرعية ومعظم المعلومات من الوسط الخارجي، ولكنها تضيف دائماً بعض القطع الناقصة التي قد لا تلاحظها او لا تتذكرها،
وعملياً، يفكك الدماغ كل ما يتلقاه إلى عناصر صغيرة، ثم يعيد تركيبها لاستعادة اللوحة الكاملة، كما في لوحة الفسيفساء، ولكن إعادة بناء اللوحة يعتمد كثيراً على تجربة الشخص الحياتية الخاصة، وهذا ما يجعل دماغ كل فردٍ فينا يعيد بناء اللوحة بطريقته الخاصة، ورغم أن جميع اللوحات ستبدو متشابهةً كثيراً، إلا أنها ستختلف كثيراً عند التدقيق في التفاصيل.

في ختام رحلتنا هذه، يتبين جلياً لنا بأن |الدماغ| البشري لا زال صندوقاً محكم الإغلاق، ولا زال أمامنا الكثير لنتعلمه عن أدمغتنا قبل أن ندرك كيف تعمل، أو لماذا تفعل ذلك، وما يزيد صعوب الأمر هو الاختلاف الكبير بين عمل الأدمغة المختلفة، رغم تشابهها الكبير في التكوين.

إذا كنت تمتلك معلوماتٍ أخرى عن أدمغتنا فنرجو أن تطلعنا عليها.

سليمان أبو طافش🔭

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.